سورة النازعات - قصة موسى مع فرعون
تحدثت وتتطرقت سورة النازعات للحديث عن عدة جوانب من قصة سيدنا موسى -عليه السلام- مع الطاغية فرعون، قال -جل جلاله-: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ* إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى* اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ* فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ* وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ* فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ* فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ* ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ* فَحَشَرَ فَنَادَىٰ* فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ* فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ* إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ}.
يقول الله -تعالى- لنبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: هل أتاك حديث موسى؛ أي ذكر وقصة النبي موسى، الذي كلّمه ربه -تعالى- وأوحى إليه في وادٍ مقدس هذا الوادي اسمه طوى، وقال له الله اذهب إلى هذا الطاغية المتجبر المتكبر في الأرض بغير الحق ، فادعه إلى الإيمان بالله بقولٍ ليّن، وأرشده إلى تزكية نفسه وكيفية تطهيرها من دنس الكفر، وأرشده إلى طريق الهداية وخشية الله -سبحانه-. فقام النبي موسى بما طُلِب منه وأيّده الله -تعالى- بالمعجزات، ولكنّ فرعون استمر في إنكاره للحق وعصيانه ولم يلتفت لما قيل له، بل قام بدعوة جنوده وأخبرهم بأنّه هو ربّهم، فأقرّوا له بذلك، فكان ذلك سببًا في نزول العذاب به في الدنيا والآخرة. وفي هذا عبرة لمن يعتبر ومن في قلبه خشية من ربّه، فمن كان على نهج فرعون وأمثاله من المكذّبين بيوم القيامة والكافرين بالله -تعالى- فسيلقى مصيره ذاته، ولكنّ من هذه حاله يكون غارق في الظلم، والتكبّر، والعناد فلا يعتبر -والعياذ بالله-.
بِسۡـــمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ قُلُوبٞ يَوۡمَئِذٖ وَاجِفَةٌ أَبۡصَٰرُهَا خَٰشِعَةٞ يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ إِذۡ نَادَىٰهُ رَبُّهُۥ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ فَقُلۡ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ فَأَرَىٰهُ ٱلۡأٓيَةَ ٱلۡكُبۡرَىٰ فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ ثُمَّ أَدۡبَرَ يَسۡعَىٰ فَحَشَرَ فَنَادَىٰ فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰٓ ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ أَخۡرَجَ مِنۡهَا مَآءَهَا وَمَرۡعَىٰهَا وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَ لِأَنۡعَٰمِكُمۡ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا